[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أسدل الستار أخيرا على نشاط الكرة الطائرة للموسم الحالي، فاحتفظ كاظمة بكأس التفوق بعد تعادله بالنقاط مع القادسية الذي تعثر في بطولة كأس الاتحاد أمام غريمه التقليدي العربي، ومن خلال متابعة مباريات هذا الموسم بمشاركة 10 أندية، وعلى ضوء المستوى الفني لها يمكن تقسيمها الى 3 مستويات، المستوى الأول تأتي أندية القادسية، العربي، كاظمة والكويت، الثاني التضامن، الساحل والجهراء، أما المستوى الثالث فيضم اليرموك، السالمية والصليبخات. وحتى لا يعتقد البعض أننا في «الأنباء» نجامل في النظرة الفنية، سنقوم بالتطرق الى الإيجابيات والسلبيات للجميع.
المستوى الأول
القادسية: المستوى الفني محير بصورة غير طبيعية، فهو تارة في القمة وأخرى تجد لاعبيه يتخبطون وكأنهم ناشئة في الطائرة لكثرة الأخطاء التي يرتكبونها، ورغم ما يملكه القادسية من لاعبين نجوم بمعنى الكلمة إلا أن المحير في الأمر هو تضارب تصريحات المدرب التونسي محمد كعبار بعد كل مباراة يهتز بها الأصفر أو يخسر، وكثيرا ما عول على تشبع اللاعبين من كثرة البطولات التي خاضوها، الإصابات التي تعرض لها البعض من لاعبيه، قلة الحصص التدريبية، عدم توافر البدلاء بنفس مستوى الأساسيين، اضافة الى ان الجدول ظلم الأصفر.
نحن هنا لسنا بصدد التقليل من مهارات كعبار بقيادة الأصفر 3 مواسم متتالية، حقق خلالها ما لم يحققه أي مدرب آخر، ولكن لإيضاح ما سعى لترويجه طيلة الموسم المنصرم، فإنه وفقا لعلم التدريب هناك حالة تصيب الفريق العائد من استحقاق دولي تسمى «هبوط فني» في الأداء. وما ساعد الأصفر في تجاوز تلك المرحلة هو التدرج في قوة المباريات وفقا للجدول المعد بشكل يخدمه عن غيره من الفرق الأخرى، وهذا ما لم يستغله كعبار لتجهيز البدلاء المميزين مثل عبدالناصر وثامر العنزي وحمد الشايجي، بالإضافة إلى تطور مستوى اللاعبين عبدالله حمادي، محمد المسباح، يوسف البلوشي و«الليبرو» ناصر عبدالصمد، بل اكتفى بالتذمر عبر الصحافة وإلقاء اللائمة على لاعبيه، وما ساعده في تحقيق بطولتين هذا الموسم، كان ضعف الفرق الأخرى وعدم قدرتها على استغلال أخطاء الأصفر كما فعل الكويت.
العربي: المستوى الفني للاعبي الأخضر يؤهلهم لتحقيق العديد من البطولات منذ مدة ليست بقصيرة لما يضمه من نجوم، ولكن ما تقوم به إدارة النادي من تخبط واضح هو السبب الرئيسي لما يحدث للطائرة الخضراء حيث شهد الموسم الماضي ابتعاد النجم عادل المزيعل طيلة الموسم ولم تكترث الإدارة بما أصابه، في الموسم المنصرم، تم إقصاء التونسي خالد كسكاس ثم عاد مجددا مع بداية الموسم المنتهي، ليتم مجددا الاستغناء عنه والاستعانة بالمدرب الوطني عبدالرضا الوايلى الذي استطاع بوقت قصير ترتيب أوراقه والعودة مجددا بالأخضر الى منصات التتويج وإحراز بطولة الكأس التي كان القدساوية يمنون النفس بها ليحققوا الثلاثي.
ولكن الوايلى كان لهم بالمرصاد وعرف كيفية توظيف امكانيات لاعبيه بالشكل الصحيح بعيدا عن التصريحات النارية، واذا ما استمر مع الاخضر فسيكون للفريق شأن آخر في المواسم المقبلة، كما شهد الموسم المنتهي استقالة المدير الاداري عبدالكريم جاولي وعاد عنها بعد اجتماع رئيس النادي جمال الكاظمى مع الفريق والجهازين الاداري والفني قبيل اقالة كسكاس، كل ما يحتاجه الاخضر هو الاستقرار الاداري وابتعاد من ليس لهم ناقة ولا جمل عن الفريق والالتفات الى المراحل السنية التي تراجعت بشكل خطير.
الكويت: يمكن ان نطلق عليه «الحصان الاسود» لما قدمه من مستوى فني جيد طيلة الموسم المنتهي، ورغم ما يعانيه بعض لاعبيه من ظروف تمنعهم من الالتزام بالتدريب والمباريات الرسمية، الا ان الابيض هو الحصان المقبل بقوة للبطولات، وكان دور المدرب التونسي المنصف بلعيابه ومساعده مواطنه خالد الضاوي واضحا جدا في رفع المستوى الفني للاعبين وزرع الروح القتالية في نفوسهم، بالاضافة الى تدعيم صفوف الفريق بمعد متميز على سبيل الاعارة من الجهراء وهو النجم فيصل العجمي والمحترف الاميركي دايمون سكوت، ناهيك عن نجوم الابيض المتألقين في ادائهم وتفانيهم في اللعب الجيد حتى يردوا للادارة جزءا من الجميل الذي قدمته من دعم للفريق طيلة فترة الاعداد والمشاركة في البطولة العربية، وما يعيب الابيض هو الاندفاع والاستعجال في حسم النقاط بعض الاحيان لافتقاد الغالبية العظمى من لاعبيه خبرة وثقافة البطولات والفوز، وهذا سيشكل عائقا امامهم اذا لم يتغلبوا عليه في المواسم المقبلة.
كاظمة: يمكن ان نطلق عليه اللغز المحير بسبب ما يملكه الفريق من مهارات فنية متميزة ووجوه شابه غالبيتهم في المنتخبات الوطنية، ناهيك عن اهتمام مجلس الادارة بتهيئة سبل النجاح للفريق حتى يحصد النتائج المأمولة منه، الا ان التراجع والاتكالية والاستهتار والعصبية ما يجنيه الفريق بعد نهاية كل موسم في الفترة الاخيرة، وبمعنى اصح منذ تولي مشعل العتيبى ادارة اللعبة، لانه مشهود له بالعصبية والاعتراض على كل شاردة وواردة في المباريات بصورة استفزازية، توتر اللاعبين وتخرجهم عن اجواء المباراة، ويتفرغون للشد العصبى والنرفزة، وهذا ما نشاهده بصورة جلية على وجوه الناشئة من اللاعبين والمتميز بها النجم احمد الملا.
ادارة نادي كاظمة تتحمل المسؤولية في المقام الاول والاخير، وان كانت اللائمة تقع على عاتق نائب الرئيس خالد البحر العلامة المميزة في الطائرة الكويتية في اوج مجدها وصاحب الانجازات لكاظمة، لانه لا يتواجد الا في اوقات قليلة جدا لمتابعة ما يتم من نحر للعبة في النادي، وكان الاجدر به تولي مسؤولية اللعبة منذ دخوله مجلس الادارة، لانه الاكفأ والانسب لها من بقية الاعضاء، واذا كنا نلقى باللائمة على الادارة، فاننا هنا لا نعفى اللاعبين فهم السبب الاول والاخير لما يحصل لهم، لانهم ليسوا على قلب واحد ولا يلعبون المباريات كفريق متماسك، بل التفرقة فيما بينهم واضحة و«الشق عود» وهناك من اتبع سياسة «فرق تسد» حتى يستمر في مركزه، ونسأل هنا اين هم اللاعبون المغيبون عن الفريق؟ ولمصلحة من تم الاستغناء عن البعض منهم؟ والمدرب الصربي مورو يتحمل المسؤولية ايضا ولكن في جزئية معينة، ولو كانت السبل تهيات له لحقق النجاح.
المستوى الثاني
التضامن: يعتبر المفاجأة السارة، فقد كان واضحا اهتمام الإدارة باللعبة من خلال تهيئة الأرضية للاعبين لتقديم أفضل ما لديهم من خلال التعاقد مع جهاز فني على مستوى جيد، اضافة الى تدعيم صفوف الفريق بمحترف جيد. وكان واضحا أن التضامن هذا الموسم ليس بالفريق السهل كما كان عليه في المواسم السابقة، مما يؤكد أن الطائرة في الفريق ستعود الى سابق عهدها في السبعينيات.
الساحل: أمره محير، فعلى الرغم من اهتمام الإدارة باللعبة والتعاقد مع جهاز فني متميز، ولاعب محترف بمستوى جيد، وبعض اللاعبين المحليين أمثال أحمد عبدالرزاق وأحمد الرويح، إلا أن اللاعبين السابقين في النادي ظهروا بعيدين عن المستوى الفني الذي خدموه به في المواسم السابقة. وعندما أطلقنا على الفريق عبر «الأنباء» بأنه «قاهر الكبار» فقد كان لاعبوه لا يتقاضون رواتب احتراف جزئي بل مكافآت فوز، إلا أن مستوى غالبية لاعبيه بعيد عن أرض الواقع والظاهر للعيان أنهم جاؤوا لتقديم الواجب المطلوب منهم حتى يتسلموا أواخر الشهر راتب «الانحراف الجزئي». الفريق يحتاج لوقفة جادة من قبل الإدارة حتى يعود لسابق عهده «قاهرا للكبار».
الجهراء: لا نملك التعليق على الفريق، إلا أن عوامل هدم اللعبة صناعة محلية من قبل الإدارة وملامحها كانت واضحة بالاستغناء عن بعض نجوم الفريق أمثال المعد المتميز فيصل العجمي (الكويت)، وكأنهم بذلك يصلحون ما أفسده الدهر بنسف الفريق الأول الذي كان علامة مميزة للجهراء منذ أن كان نادي الشهداء، وبعد ان تغير الاسم حقق الثلاثية لأول وآخر مرة في تاريخ اللعبة. الفريق يحتاج لإعادة ترتيب أوراقه من قبل الإدارة، ووضع النقاط على الحروف بعيدا عن أسلوب الترضية والترقيع الذي بدأ في السنوات الأربع الماضية.
المستوى الثالث
الصليبخات واليرموك والسالمية: تلك الأندية مشاركتها خجولة، وان اختلف اليرموك نوعا ما، ولكن من ناحية فنية فهذه الفرق لم تضف للعبة شيئا يذكر إلا ازدحام جداول المنافسات فقط لا غير، وعودة اللعبة لتلك الأندية جاءت في المقام الأول من مبدأ التنفيع للمقربين حتى يضمنوا لهم مقاعد في مجلس إدارة الاتحاد، ومن ناحية ثانية استغلال قانون «الانحراف الرياضي» الذي ينفع بعض ضعاف النفوس وبعض اللاعبين الذين أكل عليهم الدهر وشرب.