[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تشهد دور العرض المحلية حاليا عرض فيلم «بوبوس» للنجم عادل امام ويسرا ويشاركهما البطولة حسن حسني، يوسف داود، رجاء الجداوي، اشرف عبدالباقي، مي كساب وعزت أبوعوف وغيرهم.
الفيلم يتناول قضية رجال الأعمال المتعسرين في سداد القروض وهروبهم الى الخارج وكذلك مشاكل الطبقات الفقيرة وما تعانيه من حرمان.
«بوبوس» رغم الإنتاج الضخم والأسماء الثقيلة المشاركة فيه الا انه واجه نقدا شديدا ووصف بأنه عبارة عن نكتة سخية واسوأ ما قدمه عادل إمام طوال تاريخه الفني وانه اخفاق كبير للكاتب يوسف معاطي.
ولو ذهبنا الى الفيلم وقصته فسنشعر في بداية الأحداث باننا أمام قضية مهمة شغلت بال الرأي العام المصري كثيرا وأننا أمام عمل به رسالة وقيمة معينة لكننا سنفاجأ بان أحداث «بوبوس» تأخذنا في منحنى آخر كله موظف لخدمة الزعيم عادل امام الذي لم يتوان في استخدام طاقته وقدرته على التلاعب بالكلمات التي تحمل إيماءات جنسية واضحة في محاولة لاستقطاب المشاهد وانتزاع الضحكات منه بنفس طريقة «بخيت وعديلة» و«مرجان احمد مرجان».
احداث الفيلم تدور حول رجل الأعمال محسن هنداوي الذي يهرب الى لندن بعد تعسره في سداد ديونه للبنك وهناك يلتقي رجال اعمال آخرين هاربين هم ايضا ويتعرف على المغنية المغمورة ميسرة والتي يمطرها كالعادة بقبلاته الحارة ولكنه يستطيع الرجوع الى مصر بدعم من احد المسؤولين في الدولة عزت أبوعوف الذي لديه ابن اسمه «بوبوس» وتتوالى الأحداث ويقترض هنداوي اكثر من مرة بدعم من هذا المسؤول وبوساطة من «بوبوس» ذلك الطفل الصغير الذي لا يرفض له والده عزت أبوعوف اي طلب.
ومع تواتر الأحداث يكتشف هنداوي ان له نقودا عند احد رجال الاعمال ويشاركه في شراء منزل فيذهب ليطالبه بنصيبه في المنزل ونقوده فيجده قد توفي ويتقابل مع أرملة رجل الأعمال يسرا التي تدخل معه في فاصل من المشاجرات التي لا تنتهي إلا بوابل من القبلات مثلما كان يحدث مع الفنانة شيرين في فيلم «بخيت وعديلة» بجزئيه.
الاحداث المتشابهة تتوالى حتى ينتهي الفيلم على تغيير المسؤول الذي كان يدعم هنداوي ويتولى مكانه رجل آخر سامح السريطي الذي هو الاخر لديه ابن اسمه «بوبوس».
الفيلم رغم ضخامة انتاجه إلا أنه تشتت بين مناقشة قضايا المتعسرين من رجال الأعمال والمتعسرين من الطبقات الفقيرة وتاه في بحر من القبلات والإيحاءات الجنسية وكأنه كتب وانتج خصيصا ليشبع رغبة الزعيم في مغازلة النساء بطريقته المعهودة.
فقصة يوسف معاطي لا تحمل جديدا وغابت فيها أسماء النجوم المشاركين مع عادل إمام في الفيلم فكانت أدوارهم هامشية وغير مؤثرة ولا تترك اثرا في ذهن المشاهد ولعل المحور الوحيد الذي لم يخفق فيه معاطي هو تلك الحبكة الثانوية التي امسك بزمامها الفنان اشرف عبدالباقي «رأفت» ذلك المواطن البسيط المكافح الذي يضع محسن هنداوي رجل الأعمال الناجح قدوة له وكذلك خطيبته «تهاني» مي كساب التي تصارع لكي يتم زواجهما المتعسر هو ايضا، فلقد عبرا بكل اتقان عن مشاكل الفقراء ومدى العجز الحكومي في مواجهة مطالب تلك الطبقة والتفرقة الواضحة في تعامل السلطة مع رجال الأعمال ومع الضعفاء في المجتمع.
ان ما شاهدناه في «بوبوس» هو اتجاه آخر لشركة «جود نيوز» بعيدا عن الأعمال الهادفة التي بها مضمون، فالفيلم مليء بالسلبيات التي لا تتناسب مع نجم كبير مثل عادل امام وفنانة كيسرا وكاتب متميز له أعمال ناجحة مثل يوسف معاطي